نجاح اول تجربة لآلة محاكاة الانفجار الكبير تمكن المهندسون العاملون في مصادم
الهدرون الكبير (LHC ) في صدم شعاعات البروتونات مع بعضها البعض وذلك لاول
مرة منذ اعادة العمل بالمصادم الذي صمم لانجاز تجربة محاكاة ظروف الانفجار
الكبير.وقد وصفت هذه الخطوة ب الانجاز العظيم بالنسبة لمن يعملون في هذه
التجربة الفيزيائية العملاقة.وتم هذا التصادم عندما قام الباحثون
بتمرير شعاعيين وجعلهما يدوران بشكل متساوق في انفاق ماكنة الصدم مصادم
الهدرون العظيم الممتدة بشكل دائري لمسافة 27 كيلومترا في وقت مبكر من يوم
الاثنين.وقد
صمم المصادم بشكل يسمح بصدم شعاعات البروتونات مع بعضها في محاولة لالقاء
الضوء على طبيعة الكون ونشأته.وعبر العاملون في التجربة عن فرحتهم بالتقدم
السريع الذي تم تحقيقه منذ اعادة تشغيل الماكنة الجمعة الماضية.ويعد
مصادم الهدرون العظيم الذي تديره وكالة البحث النووي الأوروبية (سيرن)
أكبر آلة في العالم سيتم من خلالها خلق ظروف مشابهة لتلك التي تمثل
اللحظات التي اعقبت الانفجار العظيم.وقال رولف هوير المدير العام
ل(سيرن) : انه انجاز عظيم ان نصل الى هذا المدى في زمن قصير .بيد انه اضاف
ولكن ينبغي ان نضع في منظورنا – انه مازال امامنا الكثير لعمله قبل ان
نبدأ البرنامج الفيزيائي لمصادم الهدرون الكبير (LHC ) .تقع منشأة
المصادم في نفق على عمق 100 متر تحت الارض في منطقة على الحدود الفرنسية
السويسرية، ويستخدم المصادم 1200 من القضبان المغناطيسية الفائقة التي
تقوم ب لي او تعديل دفقات البروتونات في اتجاهين متعاكسين حول الحلقة
الرئيسة
لنفق المصادم وبسرعة تقارب سرعة الضوء.وتتصادم دفقات البروتونات بعضها
ببعض في نقاط موزعة في الحلقة الرئيسية بدفق طاقة هائل.وقد
وضعت آلات استكشاف كبيرة على نقاط التقاطع، لتقوم بحساب حجم التدمير في
هذه التصادمات وما تسفر عنه ، الامر الذي قد يسفر عن اكتشافات قد تغير
افاق المعرفة الانسانية.ويبحث العلماء عن علامات بوزون هيجز ، وهي
جزيئة دون ذرية تعد اساسية لفهمنا الراهن للفيزياء. اذ على الرغم من
العلماء
توقعوا وجودها( نظريا)، الا انهم لم يتمكنوا من تحديدها بعد.وكانت المنشأة
قد أوقفت في سبتمبر،أيلول 2008 بعد تسعة أيام من تشغيلها
بسبب عطل كهربي أسفر عن تسرب للهيليوم المسال المستخدم في تبريد العملية
التجريبية وصولا لحرارة -271 تحت الصفر مئوية.وقد أنفقت الهيئة
الأوروبية للبحوث النووية زهاء 40 مليون فرانك سويسري (24 مليون جنيه
إسترليني) على الإصلاحات لإعادة الآلية للعمل.