beddah الزعيم The Boss
عدد المساهمات : 807 نقاط : 59129 تاريخ الميلاد : 08/03/1990 تاريخ التسجيل : 10/11/2009 العمر : 34 الموقع : هورين - بركة السبع - المنوفية
| موضوع: عمرو بن العاص والنجاشي 12/11/2009, 7:06 pm | |
| عمرو بن العاص والنجاشي كان عمرو بن العاص مازال على الجاهلية عندما قدم المهاجرين المسلمين على النجاشي في الحبشة، وكان يقول لو أسلمت قريش كلها لن اسلم، وكان للنجاشي فضل كبير في إسلام عمرو بعد ذلك، وتبدأ قصته مع النجاشي كما يلي:قال عمرو بن العاص: لما انصرفنا يوم الأحزاب عن الخندق، جمعت رجالاً من قريش كانوا يرونرأيي، ويسمعون مني، فقلت لهم: تعلمون والله إني أرى أمر محمد يعلو الأمور علواًمنكراً، واني لقد رأيت أمراً فما ترون فيه؟ قالوا: وما رأيت ؟قال: رأيت أن نلحق بالنجاشيفنكون عنده،فان ظهر محمد على قومنا كنا عند النجاشي، فانا إن نكنتحت يديه أحب إلينا من أن نكون تحت يدي محمد، وان ظهر قومنا فنحن من قد عرفوا فلنيأتينا منهم إلا خير.قالوا: إن هذا لرأي.قلت: فاجمعوا لنا ما نهدي له، فكان أحب ما يهدى إليه من أرضناالادم، فجمعنا له ادماً كثيراً، ثم خرجنا حتى قدمنا عليه، فوالله أنا لعنده إذ جاءهعمرو بن أمية الضمري، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد بعثه إليه في شان جعفروأصحابه، وأيضاً بكتاب ليزوجه أم حبيبة بنت أبي سفيان.قال: فدخل عليه، ثم خرج من عنده.قال: فقلت لأصحابي: هذا عمرو بن أمية لو قد دخلت على النجاشيفسألته إياهفاعطانيه فضربت عنقه، فإذا فعلت رأت قريش إني قد اجزات عنها حين قتلت رسول محمد.فدخلت على النجاشيفسجدت له كماكنت اصنع، فقال: مرحباً بصديقي اهديت لي من بلادك شيئاً؟قال: قلت نعم أيها الملك، اهديت لك ادماً كثيراً.ثم قدمته فأعجبه، وفرق منه شيئاً بين بطارقته، وأمر بسائره فادخل فيموضعٍ، وأمر أن يكتب ويحتفظ به، فلما رأيت طيب نفسه قلت: أيها الملك، إني قد رأيترجلاً خرج من عندك وهو رسول عدو لنا، قد وترنا وقتل أشرافنا وخيارنا فأعطنيهفاقتله.فغضب من ذلك، ورفع يده فضرب بها انفي ضربة ظننت انه كسره، فابتدرمنخراي فجعلت أتلقى الدم بثيابي، فأصابني من الذل ما لو انشقت بي الأرض دخلت فيهافرقاً منه.ثم قلت: أيها الملك لو ظننت انك تكره ما قلت ما سألتك.قال: فاستحيا وقال: يا عمرو تسألني أن أعطيك رسول رسول الله منيأتيه الناموس الأكبر الذي كان يأتي موسى، والذي كان يأتي عيسى لتقتله؟قال عمرو: فغير الله قلبي عما كنت عليه، وقلت في نفسي: عرف هذاالحق، والعرب، والعجم، وتخالف أنت؟ثم قلت: أتشهد أيها الملك بهذا؟قال: نعم، اشهد به عند الله يا عمرو فاطعني واتبعه، فوالله انهلعلى الحق، وليظهرن على من خالفه كما ظهر موسى على فرعون وجنوده.قلت: أتبايعني له على الإسلام؟قال: نعم، فبسط يده فبايعني على الإسلام، ثم دعا بطست فغسل عنيالدم، وكساني ثياباً - وكانت ثيابي قد أمتلات بالدم فألقيتها - ثم خرجت على أصحابيفلما رأوا كسوة النجاشي سروا بذلك،وقالوا: هل أدركت من صاحبك ما أردت؟فقلت لهم: كرهت أن اكلمه في أول مرة، وقلت أعود إليه.فقالوا: الرأي ما رأيت.خرج عمرو بن العاص من عند النجاشي وقد شرح الله قلبه للإسلام وبالفعل انطلق قاصداً رسول الله، والتقى بكل من خالد بن الوليد وعثمان بن طلحة وأعلن الجميع إسلامهم بن يدي رسول الله "صلى الله عليه وسلم". تلبيته لطلب الرسولأرسل الرسول "صلى الله عليه وسلم" إلى النجاشي بكتاب ليزوجه من السيدة أم حبيبة – رملة بنت أبي سفيان - وهي رضي الله عنها كانت واحدة من المهاجرات المسلمات إلى الحبشة، وواحدة من ضمن المسلمين الذين اشتد عليهم أذى الكفار فهاجرت مع زوجها عبيد الله بن جحش مع من هاجر إلى الحبشة من المسلمين، ولكن محنة أخرى أصابتها بعدما ارتد زوجها عن الإسلام وتحول إلى النصرانية ثم انكب على الخمر حتى مات، وقد بشرت أم المؤمنين "أم حبيبة" في منام لها أن جاءها آت في المنام وناداها بأم المؤمنين. لبى النجاشي طلب الرسول ودفع صداق أم حبيبة أربعمائة دينار بالحبشة وجهزها نيابة عن الرسول وأرسلها مع المهاجرين العائدين من الحبشة. كرم الرسول وتواضعهنذكر هنا أحد الموقف كما رواها ابن كثير في كتابه "البداية والنهاية"، قال أبي قتادة قدم وفد النجاشي على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقام يخدمهم فقال أصحابه: نحن نكفيك يا رسول الله، فقال الرسول الله صلى الله عليه وسلم "انهم كانوا لأصحابنا مكرمين وإني أحب أن اكافيهم" وفاة النجاشيعندما توفى النجاشي نعاه الرسول الكريم "صلى الله عليه وسلم" قال البخاري في موت النجاشي: حدثنا أبو الربيع، حدثنا ابن عيينة، عن ابن جريج،عن عطاء، عن جابر قال: قال رسول الله "صلى الله عليه وسلم" - حين مات النجاشي:مات اليوم رجل صالح، فقوموا فصلوا على أخيكمأصحمة".وفي كتاب البداية والنهاية لابن كثير يذكر لنا: ذكر الحافظ البيهقي ها هنا موت النجاشي صاحب الحبشة على الإسلام، ونعي رسول الله صلى الله عليه وسلم له إلى المسلمين وصلاته عليه، فروى: من طريق مالك، عن الزهري، عن سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نعى إلى الناس النجاشي في اليوم الذي مات فيه، وخرج بهم إلى المصلى، فصف بهم وكبر أربع تكبيرات.وقال العلماء أنه صلي عليه لأنه كان يكتم إيمانه عن قومه فلم يكن عنده يوم وفاته من يصلي عليه عقب عودة المسلمين من الحبشة، فصلى الرسول "صلى الله عليه وسلم عليه" صلاة الغائب، ويقال أن وفاته كانت في رجب السنة التاسعة من الهجرة. | |
|